الخميس، 3 نوفمبر 2016

الطريق للعبقرية 4

الطريق للعبقرية 4 

بعد أن راقبنا أقوالنا وأفعالنا وقمنا بتحويل العادات والأفعال السلبية إلى عادات إيجابية وقمنا 
بوضع أهداف عظيمة وبدأنا في التخطيط لها  وتخيلنا أنفسنا وعشنا كعباقرة وبدأنا في تنفيد الأهداف التي خططنا لها فتعالوا بنا لنلقي نظرة سريعة على عبقري من عباقرة العالم الذي أضاء لنا العالم بإختراعه وهو من قال :  " أن العبقرية عبارة عن 1% إلهام 99% عرق وجهد "
كيف أصبح اديسون عبقريا وعظيما ؟
  ولد اديسون في عام 1847 في مدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية وكان الطفل دائم الأسئلة حيث كان يسأل عن كل شيء يراه " مااسمه ؟ مافائدته ؟ لماذا يحدث كدا ؟ وأين ومتى يحدث ؟  " كانت له أسئلة كثيرة لا تنتهي وإذا لم تقنعه الإجابة يعود إلى السؤال مرة أخرى وكانت أمه تحيطه برعايتها وحنانها وتجيبه عن كل أسئلته واستفساراته  بإبتسامة ولم ينتهي الأمر على السؤال فقط بل كان يحاول تجربة واختبار كل مايقرأه أو يسمع عنه بنفسه فقويت عنده قوة الملاحظة .
وعندما انتقل أهله إلى بلدة هورون في ميتشيغال وهو في السابعة من عمره ألحقوه بإحدى المدارس وفق ماسمحت به مواردهم المتواضعة ولكن اديسون لم يلبت في المدرسة إلا ثلاثة شهور .. حيث كان ينسى كل مايتعلمه  وكان دائما يأتي في مؤخرة زملائه من حيث الدرجة .. وبالتالي فإن مدرسيه قد يئسوا منه وصرحوا بأنه خفيف العقل ... أبله لا فائدة من تعليمه .. حيث كان في معظم الأوقات يعود إلى أمه والدموع تنهمر من عينيه ويقول أن المدرس قد قال له أمام التلاميذ " أنك صبي غبي ولا فائدة منك " بل حتى الأطباء تكهنوا أنه مصاب بمس نظرا لشكل رأسه الغريب . وبذالك فإن مدير المدرسة طرده منها بحجة أنه متخلفا وأن مدرسته لم تؤسس للمعوقين .
طفل صغير فقير عمره سبع سنوات يمتليء حساسية وبراءة يسمع من معلميه هذه الكلمات القاسية .. أبله ... غبي .. لا ينفع ... معوق .. كلمات تنطلق كالرصاص القاتل بل هي أشد فتكا منه تنطلق لتقتل براءة هذا الطفل فيتسأل في نفسه ويقول أليس هؤلاء هم المعلمون ؟ أليس هؤلاء هم القدوة ؟ إذن أنا كما يقولون وفي هذه الأثناء تمتد يد أمه بالحنان والعطف لتخرجه من الحيرة التي كان فيها وتعيد له ثقته بنفسه وتنفي كل الكلام الذي قيل عنه وتفهمه بأنه صبي ممتاز وأنه سوف يتعلم بسهولة وأنه قادر على التعلم بسرعة وعندها قررت أمه أن تعلمه قي البيت ، فبدأت بتشجيعه على القراءة والإطلاع حيث كان يقرأ كل مايراه ويسمع عنه كان يقرأ ليلا ونهارا ، فيترى كم عبقريا قمنا بقتله قبل أن يولد وكم مخترعا دمرناه وأهملناه بحجة أنه غبي أو لا يفهم قد يتسأل البعض هل يقتل الأباء أبنائهم ؟ نعم يقتل الأباء أبنائهم عندما يحكموا عليهم بالفشل من أول سقطة وبدون أي فرصة ثانية ويقتلونهم عندما يكون الحب مقرونا بالدرجات ، مقرونا بأشياء أخرى مثل : أن تقول لطفلك إذا فعلت كذا فسوف أحبك ويقتلونهم يقتلونهم عندما يطلبون منهم طاعتهم من دون أي مناقشة  .  
     وذات يوم أخذته أمه لكي تشتري له بعض الملابس ولكن كانت المفاجأة أن هذا الطفل الصغير الذي قيل عنه أنه طفل غبي أصر أن يشتري بالمبلغ كتبا بدلا من الملابس وليس هذا فحسب بل كان كثير الأسئلة ولا يصدق كل مايقال له حتى يجربه بنفسه ما استطاع لذالك سبيلا ولقد قامت والدته بتدريسه ثلاثة سنوات ورغم قصر هذه المدة إلا أنها كانت كافية كما يقول اديسون " أن تغرس أمي  في نفسي حب العلم والتعلم وتفهمني غايته   " ، وفي عيد ميلاده العاشر قدم له والده هدية ، فيترى ماهي هذه الهدية ؟ هل هي لعبة  أو قطعة حلوى أو ماذا ؟ ماذا تتوقع أن تكون هذه الهدية ؟ فإذا كنت في مكان هذا الأب فماذا تقدم لولدك ؟
كانت  هذه الهدية كتابا عن العلوم  وكان هذا الكتاب من الكتب التي تدرس في المدارس في ذالك الوقت وهو يحتوي على فصول شتى في العلوم الطبيعية مع وصف المخترعات الجديدة التي بهرت العقول في منتصف القرن التاسع عشر وكان هذا الكتاب فتحا كبيرا في حياة اديسون فأخد يقرأه بإهتمام بالغ وأعجبه كثيرا وأكثر شيء أعجبه في هذا الكتاب تلك المخترعات والرسوم التوضيحية الموجودة عن تلك المخترعات التي تفسر طريقة إجراء التجارب .
وأخيرا وجد الطفل الصغير طريقه فلم تكن القراءة والإطلاع ترضي فضوله بل قرر تجربة كل التجارب الموجودة في الكتاب وعندها فكر في إنشاء معمل صغير لكي يقوم فيه بكل تجاربه وعندها قام بإخبار أمه بما يفكر فيه ولكنها رفضت ذالك ولكن بعد إلحاح شديد قبلت بذالك وقام هذا العبقري بإنشاء المعمل الذي طالما حلم به ، المعمل الذي قام بإنشائه بنفسه  وبعد فترة تعرضت أسرة هذا العبقري لفقر غير متوقع وعندها قرر أن يعمل في بيع الصحف في القطارات حيث قال : أني أستطيع أن أعمل في بيع الصحف لكي أكتسب مالا وفي نفس الوقت أطالع كل مافيها من غير مقابل ولكن في البداية رفض والديه فكرة العمل بحجة أنه صغير وقد يتعرض لمشاكل تضر بحياته ولكن اديسون ناقش والديه بإسلوب جميل ورقيق وانه قد نوى ان يشق طريقه في الحياة ووعد والديه أنه سوف يكون حريصا على نفسه في أثناء العمل وصار اديسون بائعا للصحف والكتب والمجالات في القطارات والسكك الحديدية ومن عمله أخد ينفق على معمله الصغير ولقد صادق اديسون حارس القطار واستخدم عربته معملا لتجاربه وبعد فترة اشترى مطبعة صغيرة وأنشأ صحيفة هو يحرر مقالاتها وأخبارها وهو من يطبعها ويبيعها من غير أن يستعين بأحد ، فلقيت نجاحا باهرا وعادت على اديسون بالربح العظيم ولكن هذا لم يدم طويلا فلقد تعرض القطار الذي اتخد به معمله إلى صدمة عنيفة أثناء مسيره فتكسرت الأدوات وسقتت الأواني والزجاجات من فوق رفوفها فتحطمت وسال مافيها من مواد ملتهبة اتلفت مافي الحجرة من مطبعة ومتاع ثم أطفأت النار بعد جهد وعناء ، وما إن وصل القطار إلى المحطة التانية حتى أنزل اديسون من القطار مطرودا وقذف متاعه وراءه لكن اديسون لم يجزع لما أصابه وصمم على أن يعود إلى بيع الصحف في القطارات  واتخد من بيته الصغير معملا وفي أثناء تواجد اديسون في محطة القطار ذات يوم كان ابن ناظر المحطة يلعب بين قضبان السكة إذ أقبل القطار في سرعة زائدة والطفل يلهو غير مهتم بشيء فما كان من اديسون إلا أن ألقى بنفسه نحو الطفل فانتزعه من بين القضبان ، أقبل والد الطفل يشكر اديسون على شهامته وشجاعته وأراد أن يقدم له مبلغ من المال ولكن اديسون رفض المبلغ وقال : إن كان ولا بد أن تقدم لي مكافأة على مافعلت فأشرح لي جهاز البرق
 " التلغراف " كيف يكون العمل به ؟ ولم يمضي وقت طويل حتى فهم رموز البرق وبرع العمل فيه وماهي إلا بضع سنوات حتى تجمع له عدد من المخترعات حتى أطلق عليه الناس اسم الباحث الصغير ولقد تعرض للسخرية والإستهزاء من قبل أصدقائه عندما قرر أن يصنع المصباح الكهربائي  وقرر الكونغرس الأمريكي منح اديسون المديلية الذهبية التي صنعت له وحده ولا تمنح لأحد بعده أبدا .
وبعد أن تعرفنا على نظرة سريعة على حياة اديسون نجد أنه لم يصبح عبقري أو عظيما نتيجة حظ كبير أو ذكاء خارق بل إنه تعرض للعديد من الإحباطات والمشاكل منذ طفولته إلى أن كبر .. هذا المدرس يقول عنه أنه غبي وأبله ولا يصلح شيء ويطرد من عمله ويتهمه أصحابه بالجنون والجهل .. ومع كل هذا يبقى اديسون صابرا متفائلا مثابرا في عمله متحديا العالم بأسره ، سئل اديسون في أواخر حياته : ما سبب نجاحك ؟ فقال : القراءة الدائمة بلا انقطاع والعمل الدائم بلا يأس ، وكان اديسون عندما يفشل في أثناء تجاربه للمصباح يقول : أصبحت الان أعلم طريقة جديدة لا يمكن أن  يعمل بها المصباح الكهربائي وكان يقول دائما كل خطوة فاشلة هي خطوة للنجاح وهذا يعني أن الأخطاء دليل العمل وسبيل الإتقان.
وبعد أن حلقنا في سماء العبقرية وبدأنا في رسم أول خط في  خريطة العبقرية في الوطن العربي يجب علينا أن لا ننسى بأن نتق في أنفسنا مهما كانت الظروف لأننا من المؤكد بأننا سوف نتعرض للعديد من المشاكل والتحديات ونحن في طريقنا إلى العبقرية .  
ماهي موصفات العبقري ؟
ماهو التخيل وكيف نستخدمه لصالحنا ؟
سنقوم بالإجابة على هذا السؤال وغيرها من الأسئلة في العدد القادم بإذن الله  
ونرحب بتعليقاتكم وتجاربكم وأرائكم
     وفي النهاية أحب أن أختم بقول توماس أديسون

                                         " العبقرية عبارة عن 1% الهام و99 % عرق وجهد " 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق